أرشيف لـجوان, 2009

مُذكرات غربة

Posted in Uncategorized on جوان 4, 2009 by همس المطر

منذ عام ونصف حصلت على (الغرين كرت) وسافرت إلى بلاد الحرية أمريكا وأنضممت إلى جماعة المعترين ..قصدي المغتربين

كنت مشغولة جدا” قبل خروجي من سوريا كنت أحاول أن ألملم أحب الأشياء على قلبي ولكن للأسف الوزن كان محدد ولم أستطع جمعها كلها

فأضطررت آسفة إلى أن أتركها وحيدة في غرفتي التي أصبحت مظلمة لا نور فيها فقد أغلقت شباكها وقفلت بابها وتركتها وجبة دسمة للغبار

ودعتها بدمعات محروقة ، رغم أني كنت سعيدة بسفري ولكن الوداع يبقى صعب ..والله صعب

كانت الخامسة صباحا” والشمس لم تظهر بعد …دخلت إلى غرفة ابن أختي الغالي لأودعه فوجدت أمه جالسة إلى جانبه تبكي وهو نائم

تتأمل صغيرها وهو نائم وتبكي لفراقه لم أستطع أن أتحكم بدموعي ولكني حاولت أن أخفف عنها قليلا” وسحبتها بهدوء من الغرفة

لنتركه نائم بسلام ، طفل بريئ لا يعلم ما الذي يحصل حوله ، أمه سافرت وتركته فجأة ، لم نتوقع من طفل عمره لم يتجاوز العام ونصف اِلا أن يستيقظ

ويبدأ بالتجول بأرجاء المنزل باحثا” عن أمه هُنا وهُناك وعندما عجز عن أجادها ، بدأ سامر بالبكاء والخوف مع أن أختي الكبيرة كانت بجانبه

فهي أمه بالرضاعة أيضا” ولكنها لن تعوضه عن أمه أبدا” أدامها الله له وأدامه لها أيضا”

غادرنا دمشق والشمس تسطع عليها بنهار جديد وبعد دقائق وصلنا إلى الأردن حين وصولنا نزلنا من الطائرة لنركب الطائرة المتجهة الى نيويورك

كنت أمشي مع حشد كبير من الناس الذين كانوا على متن الطائرة التي خرجت من سوريا كنت أظن أن كلهم سيذهبون معنا إلى أمريكا

قالت لي أمي : لك وين رايحة أنتي تعي لهون … قلت لها : لك عم ألحق العالم ماما ….قالت لي : أي تعي لهون بلا جدبة ثم ركبنا على متن الطائرة المتجهة إلى أمريكا …..

مضت ساعات طويلة ونحن في الطائرة كانت أختي تبكي كل الطريق ولكنها أخيرا” قررت أن نتام قليلا”

أنا لم أستطع النوم فهذه المرة الأولى التي أركب بها الطائرة كنت قلقة جدا” فقد بقينا ثمانية ساعات فوق المحيط !!!

والجميل أن المضيفة كل ما مرت من جانبي تسألني هل تريدين شيئا” …كنت أقول لها : عصير تفاح ..دائما”

إلى أن جاء وقت الغداء ( حنوا علينا بالأخير) سألتني ماذا تأكلين ، كنت أود أن أكل (كبسة ) ولكني للأسف مضطرة إلى أن اختار

فقالت المضيفة لي : يوجد لدينا اليوم تشكيلة رائعة ولذيذة ، (يم يم) قلت لها مثل ماذا ، قالت : سمك ، لحمة ، رز ، خضرة وسكتت

كنت أنتظر التتمة ولكن يبدو أنها قد أنتهت ولم أجد شيئا” من التشكيلة اللذيذة !!!!

قالت لي أنصحك بالسمك فقلت لها : لااااااااااااا خلص هاتي رز (أحسن من بلا) حاشى نعمة ربي

وبعد ساعات معدودة وصلنا إلى أمريكا ، كنا نجلس بأواخر المقاعد في الطائرة ، نزلنا أخيرا” من الطائرة

كنت أظن نفسي سأرى شيئا” جميل جدا” أو أني سأنبهر …هكذا قال لي الناس : مطار نيويورك رائع

ولكني أنصدمت ،مطار نيويورك كان كبيرا” جدا” فيه آلاف القادمين وعليه تهبط أكثر من عشرين طائرة في الوقت نفسه

ولكنه عادي جدا” ..هكذا رأيته بنظري أنا ….

وبما أن هذه زيارتنا الأولى فكان لا بُد من استقبال (غير شكل) وفعلا” هذا الذي حصل

فالأستقبال كان طويلا” جدا” …على ما أذكر جلسنا هُناك خمس ساعات

كانت متعبة جدا” بعد سفرة طويلة وأخيرا” جاء دورنا فـ نادى الموظف بـ اسم عائلتنا فـ (نطيت ) يس يس

أجبنا على بعض الأسئلة ووقعنا وأخيرا” بصمنا وأصبحنا (نص مواطن أمريكي)

ومن ثم خرجنا من ذلك المكان ، لنذهب لأخذ الحقائب ولكن هُناك مشكلة صغيرة سألت أختي : (وين الشناتي؟) قالت لي: (ما بعرف دوري عليهن انا مالي قدرانة)

وجدتهم أخيرا” وأمسكت بحقائبي واتجهت إلى باب القادمون الآن وخرجت أول واحدة من هُناك فالكل كان متعب ويمشي متكاسلا”

وبعد مشي طويل وصلت للخارج وجدت الكثير من الناس بدأ الجميع ينظرون ألي وكأني كائن غريب فعلا” كنت غريب فأنا (سوريا وما حدى قدي )

كان والدي وخالتي وأولادها ينتظروننا وكانوا يقولون من سيخرج أولا” …فخرجت أنا

وخرجت أختي بعدي ومن ثم والدتي وأخي ، استقبلونا بالأضان طبعا”

وعندما خرجنا من المطار قالت لي أبنة خالتي : ( شو عجبتك أمريكا ؟ ) أنا اكتفيت أن أصمت و(ازورها على هالسؤال )

ومن تلك اللحظة بدأت رحلتي مع الغربة والتي بدأت منذ العام الماضي وإلى الآن

يتبع ….